قصة نجاح الطالب الطيار هيثم السحيمي

قصة ملهمة قد تكون دافعًا كبيرًا للعديد من الأشخاص. بدأت القصة في عام 2016، عندما تخرجت من المدرسة الثانوية وحضرت ملتقى التخصصات. كنت أبحث بشغف عن تخصصي المستقبلي، لكنني كنت غير متأكد من التخصص الذي أرغب بدراسته. في هذه الأثناء قررت أن أستشير محامٍ للحصول على الإرشادات. قدمت على بعض الجامعات لدراسة تخصص القانون لكن لم أقبل في التخصص بسبب قلة المقاعد المتاحة. حاولت التسجيل بعد سنة و لكن لم يتم قبولي إلا في تخصصات معينة. 

قدمت بالتسجيل بتخصص الشبكات (IT) و لكن تم قبولي في السياحة و الفندقة لأن الأفضلية كانت لخريجي العام. لم أكن متقبلا للفكرة لأنني لم أحب التخصص و لم أستمتع به، حاولت التحويل إلى تخصص الشبكات لكن كان علي التفوق في السنة التحضيرية للسياحة و الفندقة لكي أستطيع التحويل.

تعلمت في السياحة والفندقة الكثير في السنة التحضيرية ولم أتوقع أنه يدرسون هذا الكم الجميل من المعلومات, تعلمت  إدارة الفنادق و إدارة المشاريع والمطاعم و كيفية قيادة الفنادق الكبيرة  و كيفية صنع علامة خاصة بك في عالم الكافيهات والمطاعم والفنادق و أقسام الفنادق وتصنيفها في العالم. أنهيت السنة التحضيرية بنسبة جميلة جداً (4.29) من (5.00) وتم تحويلي إلى قسم الشبكات حيث بدأت رحلة جميلة جداً لا تنسى.

لكن في بداية مسيرتي في تخصص الشبكات اكتشفت حلمي و هو دراسة الطيران والذي كنت أحلم به من الصغر ولكن لم أتوقع أن أصبح طيار يوما ما. كانت التكاليف مرتفعة لكنني تشجعت لتحقيق حلمي وذهبت إلى أكاديمية أجنحة رابغ للطيران في جدة و قاموا باختبار اللغة الإنجليزية لأنها مهمة جدا في هذا المجال. لكن مع الأسف  لم أجتاز الإختبار.

عدت إلى المدينة المنورة وبحثت عن أفضل معاهد تعليم اللغة الإنجليزية و سجلت في معهد وول ستريت إنجلش لمدة 6 أشهر وحصلت على النتيجة التي أريدها لتحقيق حلمي. عدت مجددًا إلى أجنحة رابغ وتم قبولي و نجحت في اختبارات اللغة الانجليزية وكنت سعيدًا جدًا بعد خروجي من الاختبار، لم أكن أعلم أن خطوة بسيطة لتعلم اللغة الإنجليزية قد تكون مفتاح لتحقيق حلمي. 

هنا البداية مع الطيران, اجتزت الفحص الطبي و بدأت الدراسة في أجنحة رابغ في جدة وكنت في قمة السعادة في كل يوم أذهب للدراسة. لكن مررت بظروف أجبرتني للعودة للمدينة المنورة و أكملت رحلتي في العمل في القطاع الخاص.عملت في شركات عدة حتى وصلت إلى مرحلة كنت أعمل فيها في 3 شركات مختلفة وكنت بعض الأحيان أنام من التعب ولكن لم يمسني اليأس ولم استسلم أبداً.

عملت أيضاً في قطاع الحج والعمرة لكن في أثناء عملي كنت دائماً أنظر إلى الطائرات والمطار وأقول هذا الطريق هو حلمي. في هذه اللحظات من حياتي كنت متوجهاً إلى الحرم النبوي الشريف وكانت جميع أسراري في قلبي التي لا يعلم بها سوى الله وكنت متيقناً بأني سأحقق حلمي، وثقتي بالله كانت أكبر مما كانت عليه من أي وقت مضى وكنت متوكّلاً عليه وسلمته أمري. 

حصلت على العديد من الشهادات وأنا في طريقي إلى النجاح. لقد مررت بصعاب كثيرة ولكن لم استسلم. كنت متأكدا بأن الله معي في كل خطوة وفي كل تقدم وفي كل إنجاز وأن الوصول إلى ما أريد قريب وليس ببعيد وفي 2021 بدأت الدراسة في أكاديمية أجنحة الطيران في جنوب أفريقيا وبدأت في تحقيق حلمي ولقد قطعت نصف المشوار وأنا الآن مازلت أدرس الطيران و اقتربت من التخرج والعودة للمملكة العربية السعودية كطيّار. حصلت على رخصة طيّار خاص و أعمل للحصول على رخصة طيّار تجاري.