مراحل تعلّم اللغة الإنجليزية : من العجز إلى الكفاءة
٠٦ جمادى الآخرة ١٤٤٥ هـ
عمليّة التعلّم قد تكون في كثير من الأحيان أصعب مما يجب بسبب المشاعر السلبية التي يشعر بها الناس عندما يرتكبون الأخطاء. ومن الجدير بالإهتمام أن عدم النجاح الفوري وارتكاب الأخطاء هي خطوات حيويّة في عمليّة التعلّم.
التعلّم هو عمليّة مستمرة وحيويّة. ومن خلال هذه العمليّة، يكتسب الأفراد المعرفة والمهارات الجديدة التي تساعدهم في التطوّر والنمو الشخصي. ومن المثير للاهتمام أن عمليّة التعلّم تتبع مراحل محددة يجب على الأفراد أن يمرّوا بها لتحقيق التقدّم والتحسين في المجالات التي يرغبون في تعلّمها.
فهم مراحل التعلّم الأربعة يمكن أن يساعدك في التركيز على تعلم اللغة الإنجليزية و المراحل أو الصعوبات التي ستواجهها خلال رحلة التعلم الخاصة بك.
المرحلة الأولى هي العجز اللاواعي: " نحن لا نعلم أننا لا نعلم"
في هذه المرحلة، قد لا يكون الفرد على علم بأنه لا يعرف شيئًا عن الموضوع المراد تعلّمه. يمكن أن يكون السبب وراء ذلك هو عدم التعرض لهذا الموضوع من قبل أو عدم وجود اهتمام سابق به. ومع ذلك، قد يشعر الفرد بالفضول والرغبة في معرفة المزيد عن هذا المجال. يمكن أن يكون مثالًا على ذلك طفل يرغب في ركوب الدرّاجة دون أن يدرك أنّه لا يعرف كيفيّة فعل ذلك. في بيئة العمل، قد نجد أنفسنا في هذه المرحلة عندما لا نتلقى ردود فعل وتقييمات كافية حول مهاراتنا.
المرحلة الثانية هي العجز الواعي: " نحن نعلم أنّنا لا نعلم"
عندما يدرك الفرد أنه لا يعرف شيئًا عن الموضوع المراد تعلمه، يصبح هذا الوعي هو الخطوة الأولى نحو التعلّم الفعّال. في هذه المرحلة، قد يشعر الفرد ببعض الإحباط أو الاستياء من عدم معرفته الكافية، ولكنّه في نفس الوقت يدرك أنّ هناك فرصة للتعلّم والتحسّن. قد يكون هناك صدمة لاكتشاف عدم كفاءتنا في شيء ما. على سبيل المثال، الطفل الذي يجرب ركوب الدراجة لأول مرة ويسقط، يعلم الآن أنه لا يعرف كيفيّة ركوب الدرّاجة.
المرحلة الثالثة هي الكفاءة الواعية: "نحن نعمل على ما لا نعلم"
عندما يبدأ الفرد في تعلّم المعرفة والمهارات اللازمة، يدخل في مرحلة الكفاءة الواعية. في هذه المرحلة، يعمل الفرد على تطوير مهاراته ومعرفته من خلال التدريب والممارسة المستمرة. يتعلّم الفرد الخطوات والتقنيات الصحيحة ويعمل على تحسين أدائه في المجال المراد تعلّمه.هذه هي المرحلة التي يحدث فيها معظم التعلّم. نفكّر فيما نفعله خطوة بخطوة ونبذل الجهد لتحقيق التقدّم.
المرحلة الأخيرة هي الكفاءة اللاواعية: "نحن لا نحتاج إلى التفكير في المعرفة"
في هذه المرحلة، يصبح التعلّم جزءًا من الطبيعة البشرية للفرد، يكون الفرد قادرًا على استخدام المهارات والمعرفة المكتسبة بشكل طبيعي وفعّال، حيث يحدث الأداء بشكل تلقائي دون الحاجة إلى التفكير فيه. على سبيل المثال، عندما يتعلم الطفل ركوب الدراجة بمهارة، يتمكن من فعل ذلك بدون أن يفكر في كل خطوة يقوم بها. تعتبر القيادة أيضًا مثالًا على الكفاءة اللاواعية، حيث يتمتّع السائقون الماهرون بالقدرة على القيادة بشكل تلقائي ودون التفكير في كل حركة يقومون بها.
المهم هو التعرّف على المرحلة التي تتواجد فيها في عمليّة التعلّم وأن تكون صبورًا مع نفسك. فالتعلّم يحتاج إلى الوقت والجهد، ولا يمكن أن يتم بشكل سريع ومثالي. قد تحدث أخطاء وقد تواجه تحديّات، ولكن الأهم هو الاستمرار والتواصل مع عمليّة التعلّم وتجاوز هذه العقبات.
لذا، عندما تبدأ بتعلم اللغة الإنجليزية، تذكر أن الأخطاء والتحديّات جزء لا يتجزأ من العمليّة. احتضن هذه الأخطاء واستفد منها لتحسين مهاراتك وزيادة تقدّمك في عمليّة التعلّم. ولا تنسى أن تكون صبورًا مع نفسك وتواصل العمل الجاد، فالتعلّم هو رحلة مستمرة.